Monday, November 19, 2007

سر السعادة....باولو كويللو

أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم سر السعادة عند الرجل الأعمق حكمة من بين كل الرجال . مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل . هناك يقيم الرجل الحكيم الذي كان يسعى للوصول إليه . بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل رجلنا إلى قاعة تنشط فيها حركة كثيفة ، باعة يدخلون ويخرجون ، وأناس يتحادثون في أحد الزوايا ، وفرقة موسيقية تعزف أنغاماً خلابةً . وفيها طاولة مليئة بأشهى مآكل تلك المنطقة من العالم … والرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك ، فاضطر الشاب إلى الانتظار ساعتين قبل أن يحين دوره بالكلام … أصغى الرجل الحكيم بانتباه إلى الشاب وهو يشرح له سبب زيارته ، ولكنه قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة . واقترح عليه القيام بجولة في القصر ثم العودة ليقابله بعد ساعتين … "ومع ذلك أريد أن أطلب منك معروفاً " أضاف الرجل الحكيم وهو يعطي الشاب ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت . " خلال جولتك أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها " . بدأ الشاب يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة . وعاد بعد ساعتين إلى حضرة الحكيم . "إذاً " سأل هذا الأخير " هل رأيت النجود الفارسية الموجودة في غرفة الطعام خاصتي ؟ هل رأيت الحديقة التي عمل مسؤول البساتين عشر سنوات لإنجازها ؟ هل شاهدت الرق الجميل في مكتبتي ؟ " ارتبك الشاب ، واضطر بأن يعترف بأنه لم ير شيئاً أبداً . لأن همه كان ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم . "إذن عد وتعرف على روائع عالمي " . قال له الرجل الحكيم . " لا يمكن الوثوق بإنسان إن لم نكن نعرف المنزل الذي يقيم فيه " . حمل الشاب الملعقة وهو أكثر اطمئناناً الآن ، وعاد يتجول في القصر مركزاً انتباهه هذه المرة على كل الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على السقف . رأى الجنائن والجبال المجاورة ورقة لأزهار وتلك الدقة التي وضعت فيها الأعمال الفنية كل واحد في موقعه المناسب . ولدى عودته إلى الحكيم روى له بشمل مفصل كل ما رآه في جولته . " لكن أين هما نقطتا الزيت اللتان أوكلتك بهما ؟" سأل الحكيم … نظر الشاب إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها . قال الحكيم عندئذ : " هنا النصيحة الوحيدة التي يجب أن أعطيك إياها : إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنس أبداً نقطتي الزيت في الملعقة " …

12 comments:

semsem said...

واوووووووووو
تحفحه
القصه هايله ومعناها جمبل جدا

خلود صلاح said...

اممم
دى كنت ناسياها تصدق؟؟
بس حلو انك فكرتنى بيها ..

أحمد سلامــة said...

كويللو كن تساعات كتير بتخنق منو بس بردو للامانه هو ليه حاجات في منتهى الحكمة والذكاء
قصة مسلية
سلامي ليك

klmat said...

قصه قصيره باسلوب جميل
وفيها حكمه
بليغه
تحياتى

Anonymous said...

تسلم ايدك يا باشا تصدق انا ماعدتش بدخل فى النت الا على المدونه بتاعتك )(وست سبع مواقع كدا

loumi said...

العزيز أحمد

حكمه بالغه

وإختيار موفق

غالبا ما ننتبه لكل ما حولنا ونترك نقطتيى الزيت تسقط من ملاعقنا
ثم نندم ونحزن بعد ذلك على ما ضيعناه وإن كان ببساطه وسلاسه تلك النقطتين

طولت عليك؟

:)
معلش

تحياتي

رحــــيـل said...

إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا


فعلا ياحمد
لازم يكون عندنا القدره ان احنا نستمتع بكل شئ جميل رغم كل شئ حزين

تحياتى لك

the others said...

بيتيأ لي واللي انا فهمته من القصه هي الا يشغلك العالم كله عما في داخلك متهش منك نفسك في زحمة الدنيا ؟؟ صح ؟؟

hoda omran said...

عجبتنى اوووووى

خيرالدين said...

semsem

عود حميد يا جميل
وده يسعدنا انها اعجبتك


خلود صلاح

اى خدمه

أحمد سلامه
زيارتك وتعليقك بتسعدنى يا احمد

خيرالدين said...

klmat

شكرا يا استاذه على التحيه
وعلى مرورك الرقيق

zelaky
ربنا يخليك لنا يا ريس

loumi
انت تطول براحتك يا جميل

خيرالدين said...

ra7eel
أن تنظر بدون أن تنسى الملعقه

سعيد بتحيتك يا ساره

بنت مصر

صح
الا ينسيك استمتاعك بالدنيا باقى الاشياء المحيطه

همسات

يا انستى احنا موجودين علشان سعادتك