Sunday, March 8, 2009

الاجتياح ....قصص تحت الركام


كيف لعمل تلفزيونى ان يلقى كل هذا الاهتمام وأن يحصد أهم جائزه عالميه للدراما التلفزيونيه دون أى بروباجندا اعلاميه او حتى قناة تلفزيونيه شهيره تقف بكل مقوماتها واجهزتها الاعلاميه وراءه كما حدث مع اعمال اخرى كثيره اقل منه فى المستوى بمراحل
الاجابه عن هذا السؤال تتطلب اعادة النظر فى تفاصيل مسلسل الاجتياح وما حاول المؤلف رياض سيف والمخرج شوقى الماجرى تقديمه
الاجتياح المسلسل الاردنى الذى اخرجه شوقى الماجرى وحصل على جائزه ايمى الامريكيه ويحكى قصه صمود اهل جنين ابان عملية الدرع الواقى التى نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي فى اواخر مارس عام 2002 من بطولة عدد كبير من نجوم سوريا والاردن ولبنان ورفضت العديد من القنوات عرضه على شاشتها فى رمضان الماضى ولم تعرضه سوى قناة ال بى سى وبعدما فاز بالجائزه العالميه وزادت تساؤلات المشاهدين وطلباتهم لمشاهدته وافقت قنوات ام بى سى والساعه وغيرها على عرضه
من الحلقه الاولى للمسلسل تأسرك تلك الحاله التى يقدمها السيناريو والجمل الحواريه والنماذج التى اختارها الكاتب رياض سيف لتعبر عن حكايات الناس فى مخيم جنين وتفاصيل حياتهم اليوميه وهو ما نقل المسلسل من خانه التوثيق الى تقديم عمل درامى مبهر وصادق ومتماسك الى حد كبير

يستعرض الكاتب نماذج لشخصيات فلسطينيه بعضها حقيقى وبعضها من وحى الخيال لكن يجمعها انها جميعا تمثل لنا نحن المشاهدين مجرد ارقام نسمعها كل يوم فى تغطيات مراسلى القنوات الاخباريه دون أن نفكر أن وراء كل رقم قصه كبيره ومن خلف الرغبه فى الاستشهاد والمقاومه حب للحياه رغم الم الواقع ومرارته
اختار الكاتب نماذج كثيره ومتباينه لكنه استطاع ان يجعلنا نصدق ان كل منها حقيقى ومن لحم ودم
فمصطفى وخالد وحنان ابناء عائلة واحده يعيشون ألم أسر اخيهم امجد وعذاب شهرى للحصول على زيارة له فى سجنه بينما الاب والام يترقبون كل فرصه لاتصال مع مصطفى المقاوم المطارد -الممثل الاردنى منذر رياحنه- يحدثه فيه دون ان ينطق اسمه خشية ان يكون الهاتف مراقبا وحنان- الاردنيه صبا مبارك- الممرضه التى تشبه تفاصيلها شخصية وفاء ادريس تخرج كل يوم الى عملها بالمستشفى ترى ضحايا القصف والاعتداءات الاسرائيليه المتكرره وخالد يجلس فى مدرسته بعيدا عن اهله يربى تلاميذه على اشعار محمود درويش وحب الحياة ما استطاعوا اليها سبيلا حتى يقع فى حب رولا - نادين تحسين بك- التى تعيش اسيره لكابوس اغتصابها على ايدى جنود الاحتلال اثناء الانتفاضه والجده التى لاتزال تحتفظ بمفتاح بيتها فى حيفا منتظرة العوده اليه يوما ما
وشخصية بسيم -مكسيم خليل- الشاب الذى قضى معظم حياته فى امريكا مترفا ليعود الى فلسطين ويغير الواقع حاله ويصبح احد افراد المقاومه ويصاب باصابه شديده
ومن الشخصيات الحقيقه والتى قدمها المسلسل شخصية يوسف ريحان او ابو جندل وهو من قاده الفصائل الفلسطينيه فى مخيم جنين الذين استشهدوا فى اثناء التصدى للعدوان وقدمها المسلسل السورى المميز عباس النورى البطل السابق لمسلسل باب الحاره الشهير من خلف الشخصيه الثائره التى يعرفها المتابعون نجد ابا حنونا يشتاق لرؤية اطفاله واللعب معهم وشخصية محمود طوالبه او الشيخ - نضال نجم- احد قادة سرايا القدس الذى يرفض الاستسلام ويفضل الكر والكر لا الكر والفر كما يقول
من الشخصيات التى نراها على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد هو سالم المصور التلفزيونى الذى يبحث عن لقطه العمر حتى تأتيه ويطلب منه اقرب اصدقائه ان يصوره وهو يفجر نفسه فى قوه اسرائيليه بحزام ناسف فيتعرض لانهيار عصبى
كل هذه النماذج الثريه والحقيقيه استطاع الكاتب ان يقدمها بحرفيه شديده وبتفاصيل تجعلك من فرط صدقها تنسى ان كل هذه النماذج جمعها نص درامى واحد فلا تملك الا ان تجلس منبهرا امامها
ففى الحلقات الاخيره للمسلسل نرى زوجة تغطى فى أحد المشاهد جثة زوجها بعد ان فشلت فى دفنه ولاتملك اجابه لاسئله ابنها عن سبب نوم والده كل هذه الفتره وهى وسط كل هذا تواصل عملها لاعداد الطعام للمقاومين فى شوارع المخيم
المخرج التونسى شوقى الماجرى الذى قدم لنا العام الماضى اسمهان ومن قبله ابناء الرشيد وعمر الخيام وابو جعفر المنصور استطاع بتميز شديد ان يقود هذا الفريق الكبير ليخرج لنا عملا اقل ما يوصف به انه تاريخى يجسد مأساه يوميه يعيشها الشعب الفلسطينى



6 comments:

Anonymous said...

احب اكون اول واحد يعلق على الموضوع دا بس لسه هقرااااااااه

alzaher said...

شاهدت حلقة او حلقتيمن من هذا المسلسل ولم يتح لي رؤيته بالكامل
قد يكون مأخذي الوحيد عليه هو المبالغة في اداء بعض الممثلين
بالمناسبة ارجو ان تزور مدونتي الجديدة كلاشينكوف وتعطيني رأيك فيها

weswes said...

عارف يا حمد انا شوفت كل حلقه
ومن الحلقه الاولى للاخيره لم تنقطع دموعى انا وامى على ما نراه من احداث داخل المسلسل حقيقيه جدا
دون مبالغه من اى نوع ولا حتى من الناحيه الفنيه
ومع كل حلقه كان يتاكد لى شعور غريب جدا
اننا صغيرى الحجم جدا جدا
امام كل عملاق لا زال يناضل ليعيش على ارض فلسطين المقدسه
ان اهتمامتنا اليوميه شديدة السخف امام تفاصيل حياتهم شديدة القهر
فكل ام حين تودع ابنائها ليذهبوا الى مدارسهم او اعمالهم يكون عندها احتمال كبير ان يكون هذا اخر وداع
هذا الشعور المؤلم هو مجرد شعور يومى
فكيف لنا ان نقارن انفسنا بهم
كيف لنا ان نتشدق بالرياده والصداره لا
ودول الاعتدال

تحياتى لك واعتذارى على الاطاله

خيرالدين said...

زلاقى
ازيك
ابقى افتح ايميلك يا سيدى

خيرالدين said...

ALZAHER

انا شفت المدونه من اول بوست
جميله جدا
بجد
شكرا لك ولكل اللى معاك
انت لسه مقلتش رايك فى فرج

خيرالدين said...

وسام
احنا لم نتمالك انفسنا وعذبتنا تلاتين حلقه بتحكى عن فتره لا تتجاوز السنه
وهم فى هذه المعاناه من ستين عام