Thursday, July 23, 2009

عزازيل


اكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب،اكتب كأنك تعترف

ولبى هيبا نداء عزازيل وكتب واعترف لكن اعترفات هيبا ورقوقه لم تعجب الكثيرين وتحقق توقع الدكتور يحيى الجمل عندما قال فى احد مقالاته ويل لهيبا وليوسف زيدان لو أن المؤسسات الدينية الرسمية قرأت ما خطته يمين كل منهما


وانهالت اتهامات الكفر والهرطقه ومحاولة تشويه الديانه المسيحيه على يوسف زيدان بل ذهبت الاتهامات الى حد وصف الروايه بأنها تزوير للتاريخ على الرغم من ان زيدان لم يتحدث عن انها وثيقه تاريخيه فاى قارىء للروايه يدرك للوهله الاولى ان شخصية المترجم وهميه وما هى الا صوت الراوى الذى يخرج من حين لاخر ليقدم بعض الاشارات وكان اخر الاتهامات وصف القمص عبد المسيح بسيط للكاتب بانه لادينى وملحد الامر الذى دفع زيدان للاعلان عن نيته اتخاذ الاجراءات القانونيه ضد القمص بسيط وتقديم دعوى جنائيه لدى النائب العام بسبب تصريحاته لجريدة اليوم السابع


روايه عزازيل للكاتب المصرى الدكتور يوسف زيدان بعيدا عن تحليل ما بها من مضامين دينيه او خلافات عقائديه هى رحلة راهب مصرى من صعيد مصر الى الاسكندريه بهدف التعمق فى دراسه الطب والعلوم الدينيه واللاهوت لكن فى طريقه يقع فى حب احدى الفتيات ( اوكتافيا )وتحدث له العديد من الاحداث تدفعه الى التوحد مع كتبه والبحث فى أصل العقيده والانعزال بين جدران الاديره والحج الى اورشليم لكن شيطانه يأتيه من آن لاخر وتحدث بينهما العديد من السجالات



وهى تحفه فنيه وأدبيه من حيث تقنية السرد واللغه المستخدمه والتمكن من التعبيرات والاسلوب خاصة فى وصف علاقة هيبا الراهب بالفتاة اوكتافيا التى أخرجته من حياة الرهبنه الى المتعه واللذه وفتحت أمامه عالم اخر وغيرته من الالف الى الياء ومن بعدها هيباتيا العالمه التى اشتق منها الراهب اسمه الكنسى بعد أن ترك الاسكندريه فى أعقاب مقتل هيباتيا واوكتافيا أمام عينيه ومن بعدها علاقة الصداقه التى نشأت بينه وبين نسطور وعلاقه الحب بينه وبين مارتا وحواراته مع عزازيل وأشعاره وكتبه ومناجاته لربه


الروايه التى تنقلك مع بطلها من الصعيد الى الاسكندريه ومنها الى عكا واورشليم وبين قضايا مختلفه من خلافات حول طبيعةا لسيده العذراء الى الخلاف الازلى بين محتكرى الحقيقه وبين المجتهدين واصحاب الرأى من العلماء والباحثين لاترهقك وتقفز بك بين الاحداث وانما تمتعك بأسلوب كاتبها الذى يصفه المطران يوحنا ابراهيم بأنه أول إنسان مسلم يكتب عن التاريخ المسيحي بأسلوب روائي ويعطي حلولاً لتلك المشاكل التي حصلت، وهو إنسان مسلم يكتب عن اللاهوت المسيحي كأي مسيحي وكأنه خريج معهد لاهوت، فهو يعرف المصطلحات الكنسية بحسب خبراته


عزازيل صدرت عن دار الشروق عام 2008 وهى الروايه الثانيه لاستاذ الفلسفه الاسلاميه ومدير مركز المخطوطات بمكتبة الاسكندريه الدكتور يوسف زيدان بعد روايته الاولى ظل الافعى



وحصلت الروايه هذا العام على جائزه البوكر العالميه فى نسختها العربيه وصدرت منها الطبعتين التاسعه والعاشره



No comments: